في مشهد وطني مهيب يتكرر في مختلف محافظات الجنوب العربي، يواصل الآلاف من أبناء الشعب الجنوبي تدفقهم إلى ساحات الاعتصام والميادين العامة، مؤكدين للعالم أجمع أن قطار الاستقلال قد انطلق ولن يعود إلى الوراء.
هذا الصمود الأسطوري يأتي في ظل مرحلة سياسية وعسكرية حرجة، ليوجه رسالة حازمة مفادها أن استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة هي المطلب الوحيد الذي لا يقبل المساومة أو التأجيل.
ميادين الحرية: رسائل الصمود من عدن إلى المهرة
لم تكن ساحات الاعتصام مجرد تجمعات جماهيرية، بل تحولت إلى مراكز قرار شعبي ترفض أي ضغوط إقليمية أو دولية تهدف إلى الالتفاف على تطلعات الجنوبيين.
في العاصمة عدن: تكتظ الساحات بجموع المواطنين المؤيدين لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
في حضرموت والمهرة: تشهد الساحات حراكًا قبليًا وشعبيًا واسعًا يطالب برحيل ما تبقى من قوات المنطقة العسكرية الأولى وتمكين أبناء الأرض من إدارتها.
لماذا يصر الجنوبيون على “الدولة الفيدرالية”؟
يرتكز المشروع الجنوبي الحالي على بناء دولة حديثة تتجاوز أخطاء الماضي وتضمن العدالة لكل أبنائها. وتتضمن رؤية الدولة القادمة:
النظام الفيدرالي: منح كل محافظة حكمًا ذاتيًا واسعًا لإدارة مواردها وشؤونها المحلية.
السيادة الكاملة: استعادة السيطرة على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية.
العدالة الاجتماعية: إنهاء عقود من التهميش والإقصاء الاقتصادي الذي عانى منه الجنوب منذ عام 1994.
رفض الضغوط: “لا تراجع عن المكتسبات”
يشهد التقرير الصادر عن “المشهد العربي” على حالة الوعي السياسي المرتفعة لدى المواطن الجنوبي، الذي بات يدرك أن حرب “الخدمات” وتدهور العملة هي أوراق ضغط سياسية تهدف لثنيه عن مطالبه. ومع ذلك، يثبت شعب الجنوب يومًا بعد يوم أن “كرامة الوطن” أغلى من أي حسابات أخرى، معلنًا وقوفه خلف القوات المسلحة الجنوبية والقيادة السياسية برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي.
دور القوات المسلحة الجنوبية في حماية الإرادة الشعبية
بالتوازي مع الحراك السلمي في الساحات، تلعب القوات المسلحة الجنوبية دورًا محوريًا في حماية هذه الإرادة. إن الانتصارات العسكرية الأخيرة وتأمين مناطق شاسعة في الشرق الجنوبي من بؤر الإرهاب والتهريب، وفرت المظلة الأمنية اللازمة لرفع سقف المطالب السياسية، وأثبتت أن الجنوب يمتلك القوة الفعلية لحماية دولته القادمة.
الموقف الدولي وقضية شعب الجنوب
بدأ المجتمع الدولي يدرك تدريجيًا أن استقرار منطقة باب المندب وخليج عدن مرتبط بشكل وثيق باستجابة المطالب المشروعة لشعب الجنوب. إن تجاهل هذه الملايين المرابطة في الساحات لم يعد ممكنًا، خاصة وأن المجلس الانتقالي أثبت قدرته على أن يكون شريكًا مسؤولًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية.
الطريق إلى عدن 2026
إن استمرار الاعتصامات يمثل “استفتاءً شعبيًا يوميًا” يؤكد شرعية الهدف. ومع اقتراب العام القادم، يتطلع أبناء الجنوب العربي إلى تحويل هذا الزخم الشعبي إلى واقع سياسي معترف به دوليًا، ينهي ثلاثة عقود من الاحتلال اليمني ويؤسس لمستقبل يسوده الأمن والازدهار تحت راية الدولة الجنوبية المستقلة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















