تشهد مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، تحولًا تاريخيًا في مسار الحراك الشعبي الجنوبي، حيث تحولت ساحة الاعتصام المفتوح إلى ملتقى وطني جامع يضم كبرى المرجعيات القبلية. ومع انضمام كتل قبلية وازنة، يدخل الاعتصام مرحلة جديدة من الضغط الشعبي الرامي إلى إعلان دولة الجنوب العربي وفرض السيادة الكاملة على الأرض والموارد.
زحف قبلي نحو الغيضة: المهرة تُسمع صوتها
في مشهد يجسد التلاحم القبلي غير المسبوق، أعلنت قبائل كلشات، كده، صموده، السليمي، قمصيت، وعوريت انضمامها الرسمي والكامل إلى مخيم الاعتصام. ولم يقتصر الزخم على قبائل المهرة فحسب، بل شهدت الساحة وصول وفود مهيبة من قبائل يافع وشبوة المقيمة في المحافظة، مما أعطى الاعتصام صبغة “الإجماع الجنوبي” من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
واستقبلت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بالدكتور سالم القميري والشيخ راجح سعيد باكريت (عضوا هيئة الرئاسة)، والأساتذة في الهيئة التنفيذية، هذه الوفود وسط ترحيب شعبي حار، مؤكدين أن المهرة اليوم تضع لبنة أساسية في جدار الدولة الجنوبية القادمة.
راجح باكريت: الاعتصام مستمر حتى إعلان الدولة
وفي تصريح حازم من قلب ساحة الاعتصام، رحب الشيخ راجح سعيد باكريت بالقبائل المنضمة، مؤكدًا أن توافد الوجهاء والشيوخ من مختلف مديريات المهرة والجنوب لم يتوقف، وهو دليل قاطع على أن المطالب ليست فئوية، بل هي إرادة شعبية صلبة.
وجدد باكريت المطالبة الصريحة بـ إعلان دولة الجنوب العربي، مشددًا على أن الاعتصام المفتوح لن ينفضّ حتى تتحقق التطلعات المشروعة في التحرر من الوصاية وإدارة أبناء المهرة لشؤون محافظتهم أمنيًا وإداريًا وعسكريًا.
دلالات انضمام قبائل شبوة ويافع في المهرة
يعد حضور قبائل يافع وشبوة جنبًا إلى جنب مع قبائل المهرة في ساحة الغيضة رسالة سياسية بليغة المضمون؛ فهي تؤكد على:
وحدة المصير الجنوبي: أن قضية الجنوب لا تتجزأ، وأن أمن المهرة هو جزء لا يتجزأ من أمن عدن والمكلا.
فشل مراهنات التمزق: سقوط الرهانات التي حاولت تصوير المهرة ككيان منفصل عن جسد الجنوب العربي.
الغطاء القبلي للقرار السياسي: توفير حماية مجتمعية لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي في تثبيت الاستقرار ومكافحة التهريب.
التنوع الثقافي كأداة للنضال
لم تكن الفعالية سياسية بحتة، بل تحولت إلى مهرجان ثقافي جنوبي؛ حيث ألقيت القصائد الشعرية والكلمات التي استنهضت الهمم واستعرضت تاريخ النضال المهري والجنوبي. هذا المزيج بين الإرث القبلي والوعي السياسي يعكس نضج الحراك في المهرة وقدرته على حشد كافة فئات المجتمع خلف هدف واحد.
المهرة في قلب خارطة الطريق الجنوبية 2025
تأتي هذه التحركات في ظل استراتيجية الجنوب لعام 2025 التي تهدف إلى “تثبيت المنجزات”. ويرى مراقبون أن اعتصام الغيضة هو المحرك الفعلي لتطهير المحافظة من بؤر الفوضى، وتمكين قوات النخبة المهرية من السيطرة على المنافذ والحدود، لقطع الطريق أمام تخادم الميليشيات الحوثية مع شبكات التهريب الدولية.
المهرة تختار طريق الاستقلال
إن انضمام هذه القائمة الطويلة من القبائل (كلشات، كده، صموده، السليمي، قمصيت، وعوريت) هو استفتاء شعبي ميداني يرفض التبعية ويتمسك بالهوية الجنوبية العربية. إن “ساحة الغيضة” لم تعد مجرد مكان للاعتصام، بل أصبحت “برلمانًا شعبيًا” مفتوحًا يصيغ مستقبل المهرة في إطار الدولة الجنوبية المنشودة.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















