في منعطف تاريخي حاسم يشهده الجنوب العربي مع نهاية عام 2025 وبداية 2026، أعلن شعب الجنوب كلمته الفصل حيال مستقبله السياسي، مؤكدًا أن العودة إلى “دولة الجنوب العربي” الفيدرالية كاملة السيادة باتت استحقاقًا وطنيًا لا يقبل التأجيل أو الالتفاف.
يأتي هذا الزخم الشعبي المتصاعد في ساحات الاعتصام من العاصمة عدن إلى شبوة والمهرة، ليعلن نهاية ثلاثة عقود مما وصفه الجنوبيون بـ “الاحتلال اليمني”، وبداية عهد جديد من الاستقلال والسيادة.
الزخم الشعبي: ساحات الجنوب ترسم خارطة الاستقلال
تشهد محافظات الجنوب العربي، وتحديدا ساحات الاعتصام في شبوة وأبين وحضرموت، حالة من الغليان الثوري والزخم الجماهيري غير المسبوق. ولم تعد المطالب تقتصر على تحسين الخدمات المعيشية أو الإصلاحات الإدارية، بل ارتفع سقف التوقعات إلى “إعلان الاستقلال الناجز”.
وفقًا لمصادر ميدانية، فإن المعتصمين في محافظة شبوة أكدوا في بيانهم الختامي أن “المسير الجنوبي نحو إعلان الاستقلال” قد انطلق، وأن القوات المسلحة الجنوبية هي الضامن الوحيد لحماية هذه المكتسبات. ويرى مراقبون أن هذا الزخم هو رد فعل طبيعي على محاولات تهميش القضية الجنوبية في التسويات السياسية الدولية، مما دفع الشعب لانتزاع حقه بفرض أمر واقع على الأرض.
الدولة الفيدرالية المنشودة: رؤية المجلس الانتقالي 2026
لا يتحرك الحراك الجنوبي في فراغ سياسي؛ بل يستند إلى رؤية متكاملة قدمها المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي. وتتلخص رؤية “دولة الجنوب العربي الجديدة” في النقاط التالية:
النظام الفيدرالي: منح المحافظات (مثل حضرموت والمهرة) استقلالية كاملة في إدارة مواردها وشؤونها المحلية ضمن إطار الدولة الاتحادية الجنوبية.
ميثاق الشرف الوطني: الوثيقة التي وقعت عليها القوى الجنوبية لضمان “التصالح والتسامح” وبناء دولة مدنية حديثة تحترم التعددية.
السيادة على الموارد: إنهاء نهب الثروات النفطية والغازية في شبوة وحضرموت وتوجيهها لتنمية الإنسان الجنوبي.
الشراكة الدولية: التزام الدولة الجنوبية القادمة بكونها شريكًا أساسيًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات الملاحية في باب المندب وبحر العرب.
ثلاثة عقود من “الاحتلال”: لماذا يرفض الجنوبيون التأجيل؟
يؤكد التقرير أن إصرار شعب الجنوب على عدم تأجيل إعلان الدولة ينبع من “مرارة التجربة” التي عاشها منذ عام 1994. فخلال ثلاثة عقود، تعرض الجنوب لطمس الهوية، وتدمير المؤسسات، وتحويل أرضه إلى ساحة للصراعات وتصدير الجماعات الإرهابية.
وبحسب “المشهد العربي”، فإن استعادة القرار الجنوبي المستقل لم يعد خيارًا سياسيًا فحسب، بل هو “ضرورة وجودية” لحماية الأمن القومي العربي من الأطماع الإقليمية، لا سيما مع التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية في الشمال. ويرى القادة الجنوبيون أن أي تسوية سياسية تتجاهل حق تقرير المصير هي “وصفة للفشل” وإعادة تدوير للأزمات.
أبعاد السيطرة العسكرية وتأمين الحدود
تزامن الزخم الشعبي مع تحركات عسكرية واسعة نفذتها القوات المسلحة الجنوبية لتأمين محافظتي المهرة ووادي حضرموت. وأوضح خبراء عسكريون أن بسط السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية يقطع الطريق أمام محاولات تهريب السلاح والعناصر المتطرفة، ويوجه رسالة للمجتمع الدولي بأن الجنوب يمتلك القدرة الفعلية على إدارة أرضه وحماية حدوده الدولية المعترف بها ما قبل عام 1990.
الموقف الدولي: الجنوب كعامل استقرار في البحر الأحمر
في ظل التوترات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، يقدم الجنوب العربي نفسه كشريك موثوق للمجتمع الدولي. فالاعتراف بدولة الجنوب يعني وجود قوة نظامية مسيطرة قادرة على تأمين الملاحة الدولية ومواجهة القرصنة والتهديدات الإيرانية عبر أذرعها في المنطقة.
وقد دشن نشطاء وسياسيون جنوبيون حملات إلكترونية واسعة تحت وسم #استعاده_دوله_الجنوب و#المسير_الجنوبي_لاعلان_الاستقلال، لمخاطبة الأمم المتحدة والدوائر السياسية في واشنطن ولندن، مؤكدين أن “تقرير المصير” مبدأ دولي مكفول للشعوب المضطهدة.
التحديات الراهنة ومسار “اللاعودة”
رغم الوحدة الوطنية الجنوبية، تبرز تحديات اقتصادية جمة تتمثل في حرب العملة وانهيار الخدمات، وهي ملفات يستخدمها خصوم الجنوب للضغط على الحاضنة الشعبية. إلا أن الرد الشعبي في ساحات الاعتصام كان واضحًا: “الجوع لن يثنينا عن الاستقلال”.
إن المرحلة القادمة (مطلع 2026) ستكون حاسمة في تاريخ المنطقة؛ فإما اعتراف دولي بواقع الدولة الجنوبية الفيدرالية، أو استمرار حالة اللا سلم واللا حرب التي لا تخدم سوى القوى المتطرفة.
حسم شعب الجنوب العربي خياره، ولم يعد هناك مجال للمناورات السياسية التي تستهلك الوقت. إن دولة الجنوب العربي الفيدرالية هي صمام الأمان الوحيد لاستقرار المنطقة، واستعادة سيادتها هي الخطوة الأولى نحو سلام مستدام ينهي عقودًا من الظلم والاحتلال.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















