تقرير – عرب تايم/خاص:
في لحظات التحول الكبرى لا تقاس قيمة الشعوب بما تملكه من وعود، بل بما تملكه من قرارات شجاعة.
والتاريخ السياسي للعالم يثبت حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: الدول العظمى لا تعترف بالضعفاء، بل تعترف بمن يفرض نفسه واقعًا وسيادةً وإرادة.
اليوم، يقف الجنوب العربي أمام هذه الحقيقة العارية، بلا مجاملات ولا أوهام.
سنوات طويلة من التضحيات، من الدم، من الصمود في الساحات والجبهات، من آهات الجرحى وصبر أمهات الشهداء… كلها صنعت أمرًا واقعًا اسمه الجنوب، لكن هذا الواقع ما زال ينتظر إعلان القرار.
فخامة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، إن العالم لا يحترم الصمت، ولا يكافئ الانتظار، ولا يمنح الاعتراف لمن يتردد في إعلان نفسه.
الاعتراف الدولي لا يستجدى، بل ينتزع بعد إعلان واضح وصريح للسيادة، هكذا ولدت الدول، وهكذا كتبت خرائط العالم.
كيف يطلب من العالم أن يعترف بكيان لم يعلن نفسه بعد؟
كيف ينتظر احترام دولي وهناك جيش غير مفصول بالكامل، وبنك بلا سيادة كاملة، وحدود بلا قرار حاسم، وعملة بلا هوية وطنية مستقلة؟
إن استمرار هذا الوضع الرمادي لا يخدم الجنوب، بل يستنزف قضيته، ويطيل أمد المعاناة، ويجعل التضحيات في مهب المساومات، الجنوب لا ينقصه شعب، ولا أرض، ولا قضية عادلة… ينقصه القرار.
من الساحات تأتي الرسالة واضحة:
ومن الجبهات يعلو الصوت أكثر وضوحًا:
أعلنها… ولا تنتظر أحدًا.
– أعلن البيان رقم واحد.
– أعلن فك الارتباط.
– أعلن دولة الجنوب العربي، ودع العالم يتعامل مع واقع جديد فرض بالإرادة والدم، لا بالبيانات المؤجلة.
فخامة الرئيس، إن التاريخ يفتح صفحاته الآن، ولن يكتب إلا أسماء من امتلكوا الشجاعة في اللحظة الحاسمة.
الجنوب، شعبًا وأرضًا وقضية، جاهز لتحمل تبعات القرار… فهل يخرج القرار إلى النور؟
الدول العظمى لا تعترف بالضعفاء… بل بمن يفرض نفسه.
أعلنها يا فخامة الرئيس… فهذه لحظة الجنوب.
إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”ومحرر في عدد من المواقع الاخبارية














