استقبل الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، جاسم محمد البدوي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في لقاء ثنائي اليوم السبت 13 يوليو بقصر التحرير.
وتبع ذلك جلسة موسعة حضرها وفود من الجانبين.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، بأن الوزير عبد العاطي أكد على محورية العلاقات المصرية الخليجية والأولوية التي توليها القيادة السياسية في مصر لهذه العلاقات، مشدداً على أهمية هذه العلاقات وحرص القاهرة على تعزيزها.
وفي هذا الصدد، أكد أن أمن واستقرار وازدهار دول الخليج هو مصلحة مصرية مباشرة، ويقع في صميم الأمن القومي العربي الجماعي.
وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى أن العلاقات المصرية الخليجية لها جذور تاريخية عميقة ومراحل متعددة من التضامن والتكامل في مواجهة مختلف التحديات، وتشهد حالياً طفرة ملموسة في مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي، سواء في صورة زيارات متبادلة على مستوى القادة، أو مشاورات مستمرة على المستوى الوزاري وكبار المسؤولين حول مختلف الملفات ذات الأولوية، وكذلك من خلال آلية التشاور بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ومصر، ومن خلال التقدم الملحوظ والمثمر الذي يشهده ملف التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر ودول الخليج العربي.
هذا بالإضافة بالطبع إلى التواجد الفعال للجاليات المصرية في دول الخليج العربي والتي تساهم بشكل إيجابي في عملية التنمية هناك، بالإضافة إلى أنها تمثل جسراً ثقافياً بين مصر ودول الخليج.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبد العاطي أوضح أن التحديات الراهنة المتزايدة، سواء العربية أو الدولية، تتطلب المزيد من التضامن والتعاون من الجميع، حيث أن هذه التحديات تتجاوز قدرة أي دولة منفردة على مواجهتها، بل تتطلب تكامل قدرات الأشقاء وتنسيق مواقفهم في التعامل معها. وفي هذا السياق، أشاد معاليه بآلية التشاور السياسي بين مصر والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث توفر منصة للقاءات والتشاور بين الجانبين على المستوى الوزاري، وكذلك على مستوى كبار المسؤولين والخبراء، بما يؤكد رسالة التكامل والتعاون المشار إليها بشكل مؤسسي ودوري.
وأشاد أيضاً بما شهدته مصر في الاجتماع الوزاري الأخير لآلية التشاور (الرياض – مارس 2024)، وكذلك كلمات الأمين العام للمجلس ووزراء دول مجلس التعاون الخليجي، التي عبرت بوضوح عن التقدير والاعتزاز بالعلاقات المصرية الخليجية، وأكدت على التقارب الكبير في المواقف تجاه مختلف الملفات والتضامن مع مصر في مواجهة كافة التحديات.
ورحب الوزير عبد العاطي بمخرجات الاجتماع والتي تضمنت اعتماد خطة عمل مشتركة بين الجانبين، وأشار إلى أهمية استكمال الاجتماعات الفنية بشأنها، وضرورة التركيز على تحقيق نتائج ملموسة للتعاون في القطاعات المتضمنة في خطة العمل، مقترحاً أهمية التركيز على عدد من القطاعات في البداية لتحقيق قصة نجاح من خلالها.
وأوضح السفير أبو زيد أن وزير الخارجية والهجرة أشار إلى أهمية الاهتمام بملف الاستثمار، والتركيز على استكشاف الفرص الاستثمارية التي تعود بالنفع على كافة الأطراف، بالإضافة إلى تعزيز جوانب التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والسياحة والتعليم المهني والتبادل الثقافي، بالإضافة إلى تشجيع انخراط القطاع الخاص من الجانبين في مختلف المجالات.
كما ناقش اللقاء المخاطر والتهديدات المحيطة بالمنطقة، وخاصة الوضع في غزة والتوتر في لبنان وما ينطوي عليه من مخاطر، وكذلك الأزمة المستمرة في اليمن والبحر الأحمر وتداعياتها على الملاحة الدولية وقناة السويس، ما يعمق الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، بالإضافة إلى الأزمات في السودان وليبيا وسوريا والصومال، وهي كلها ملفات معقدة ومتشابكة تتطلب الكثير من الجهد والتضامن بين الأشقاء العرب، وخاصة مصر ودول الخليج، من أجل الدفاع عن المصالح العربية المشتركة.
من جانبه أشاد أمين عام مجلس التعاون الخليجي بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر ودول الخليج سواء في الإطار الثنائي أو الجماعي تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن الجانبين عازمان على تحقيق المزيد من النجاحات وتفعيل بنود خطة العمل المشترك من أجل دفع العلاقات إلى آفاق أرحب.













