عرب تايم – هل سبق وسألت نفسك يومًا: الغيوم رقيقة وناعمة مثل القطن، أليس كذلك؟ الواقع مختلف قليلًا. وفقًا لمعلومات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يبلغ متوسط وزن الغيمة حوالي 500 ألف كيلوغرام! وهنا يطرح السؤال نفسه: كيف تبقى هذه الكتلة الضخمة معلقة في السماء دون أن تسقط على الأرض؟
كأنك تسألني ما هي الغيوم أصلاً وكيف تتشكل؟
الغيوم هي شكل من أشكال التكاثف المرئي في الغلاف الجوي وتتشكل عندما يرتفع الهواء الدافئ المحمل ببخار الماء في الغلاف الجوي، لأن هذا الهواء أخف من الهواء المحيط به. وتلعب الرياح دورًا مهمًا أيضًا في دفع الهواء الرطب إلى الأعلى. بعد ذلك، تبدأ عملية التكاثف، حيث تنخفض درجة حرارة الهواء عند الارتفاعات العالية بسبب انخفاض الضغط الجوي، فيتحول بخار الماء إلى قطرات صغيرة أو بلورات جليدية. ولكي يحدث هذا، يجب وجود جسيمات دقيقة تُعرف بأنوية التكاثف، مثل الغبار والدخان وأملاح البحر، التي تساعد على تجمع بخار الماء لتشكيل الغيوم.
لماذا لا تسقط الغيوم فوق رؤوسنا؟
يُمكن للغيوم أن تبقى مُعلقة في السماء تمامًا كما يطفو الزيت فوق الماء؛ نظرًا لأن كثافة الزيت أقل من كثافة الماء، حيث يحدث الأمر نفسه بالنسبة للهواء الدافئ المحمل بقطرات الماء الصغيرة جدًا فالهواء الدافئ والمحمل بالقطرات الصغيرة يكون أقل كثافة من الهواء الجاف، وهذا يعني أن الغيمة لن تسقط نحو الأرض؛ لأن الهواء الذي يكون تحتها أثقل منها لذا تطفو الغيوم في السماء.
وما يحافظ على بقاء الغيمة دافئة وأقل كثافة من الهواء الجاف هو عملية التكاثف المستمرة داخلها عندما يتكاثف البخار، ويتحول إلى قطرات ماء صغيرة جدًا داخل السحابة، وتتولد الحرارة وهذا يعني أن الغيمة تسخن ذاتيًا باستمرار، وتحتفظ بكثافتها المنخفضة، مما يسمح لها بالبقاء مرتفعة في السماء مشابهة للمنطاد.
وعلى الرغم من أن وزن الغيمة كبير جدًا، إلا أن كثافة الهواء الجاف الذي يكون تحتها يبقيها عائمة في السماء لذلك، يمكننا القول بأن الغيوم هي ظاهرة طبيعية سحرية تضيف جمالًا إلى سماء الأرض، دون أن تكون ثقيلة جدا.
