في تصريح يحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، أكد عبدالعزيز الشيخ، رئيس هيئة الإعلام والثقافة والسياحة في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن شعب الجنوب العربي قد حسم خياره الوطني بشكل نهائي.
وأوضح الشيخ أن هدف استعادة وبناء دولة الجنوب العربي لم يعد مجرد طموح سياسي، بل تحول إلى واقع راسخ تفرضه مقتضيات الأمن القومي العربي والاستقرار الإقليمي والدولي.
هدف وطني لا يقبل التأجيل
أوضح عبدالعزيز الشيخ، عبر منشوره الرسمي على منصة “إكس”، أن الهدف الجنوبي يتسم بالوضوح التام، مشددًا على أنه لا يقبل الالتباس أو التراجع أو حتى التأجيل. ويرى مراقبون أن هذا التصريح يأتي في توقيت حساس، ليرسل رسالة واضحة إلى القوى المحلية والإقليمية بأن القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لأزمات المنطقة، وأن تجاوز إرادة الجنوبيين لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراعات.
دولة الجنوب: رافد للمشروع العربي وصمام أمان للإقليم
لم تقتصر تصريحات الشيخ على الجانب المحلي، بل ربط بذكاء بين استقلال الجنوب وبين المشروع العربي الكبير. وأشار إلى أن قيام دولة جنوبية مستقرة يمثل عامل قوة حقيقيًا يعزز من أمن واستقرار منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي.
الدور المحوري للتحالف العربي
أشاد الشيخ بالدور الذي تلعبه دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. واعتبر أن التنسيق الجنوبي مع التحالف العربي يمثل ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات الإقليمية، لا سيما المشروع التوسعي الإيراني وأدواته في المنطقة، مؤكدًا أن الجنوب العربي هو الشريك الصادق والفاعل في حماية الأمن القومي العربي.
التلاحم بين الموقف الرسمي والزخم الشعبي
من أبرز النقاط التي تناولها تقرير عبدالعزيز الشيخ هي حالة “التناغم الفريد” بين الشارع الجنوبي والمؤسسات الرسمية. حيث أشار إلى أن الزخم الشعبي الواسع في الداخل والخارج يرتكز على موقف سياسي صلب تجلى في:
تأييد حكومي واسع: إعلان الوزراء ورؤساء الهيئات الجنوبيين مباركتهم لكافة خطوات القيادة السياسية.
التفويض الشعبي: تجديد الثقة المطلقة في عيدروس الزُبيدي لقيادة المسيرة النضالية.
الاستمرارية المؤسسية: الالتزام بالعمل من داخل مؤسسات الدولة لضمان انتظام حياة المواطنين وتخفيف معاناة الشعب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
الزُبيدي: قيادة أوفى لها شعبها
أكد الشيخ أن التفويض الذي منحه شعب الجنوب للواء عيدروس الزُبيدي ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو عقد نضالي يستند إلى شرعية شعبية راسخة وجاهزية سياسية عالية. هذا التلاحم يجسد إرادة صلبة تهدف إلى بناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الحديثة، التي تقوم على أسس العدالة والمواطنة وحق المشاركة السياسية الواسعة.
الأبعاد الاستراتيجية لتصريحات رئيس هيئة الإعلام
بتحليل خطاب عبدالعزيز الشيخ، نجد أنه يضع المجتمع الدولي أمام حقيقة ثابتة: أن الجنوب يمتلك اليوم جاهزية مؤسسية متقدمة قادرة على إدارة شؤون الدولة بكفاءة. إن الانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة هو التحدي الذي يخوضه المجلس الانتقالي الجنوبي حاليًا بنجاح، مما يعزز من حضوره في أي مفاوضات سياسية قادمة برعاية أممية.
لماذا استقلال الجنوب ضرورة دولية؟
يرى التقرير أن استعادة الدولة الجنوبية تساهم في:
تأمين الملاحة الدولية: في خليج عدن وباب المندب من خلال قوات بحرية جنوبية مؤهلة.
مكافحة الإرهاب: حيث أثبتت القوات المسلحة الجنوبية أنها القوة الوحيدة القادرة على تجفيف منابع التنظيمات الإرهابية.
الاستقرار السياسي: إنهاء حالة الفوضى السياسية الناتجة عن فرض مشاريع وحدوية فاشلة لم تعد موجودة على أرض الواقع.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا
















