في لقاء دبلوماسي رفيع المستوى بالعاصمة عدن، وضع الأستاذ أحمد حامد لملس، وزير الدولة ومحافظ العاصمة عدن، النقاط على الحروف فيما يخص التحولات السياسية والعسكرية الأخيرة في الجنوب العربي.
وخلال مباحثاته مع مدير مكتب المبعوث الأممي، ألبرت سكوت، قدم لملس رؤية متكاملة تربط بين تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية وبين تحقيق استقرار إقليمي شامل، مؤكدًا أن الخطوات التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي هي “ترجمة عملية” للاتفاقات السياسية المتعثرة.
تأمين وادي حضرموت والمهرة: إنهاء “التخادم” الحوثي الإرهابي
أوضح المحافظ لملس للوفد الأممي أن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية بمساندة قوات النخبة الحضرمية في مناطق الوادي والصحراء والمهرة، لم تكن مجرد تحرك عسكري، بل “ضرورة أمنية قصوى”.
وأشار إلى أن هذه المناطق ظلت لفترة طويلة بؤرًا للعناصر المتطرفة، وممرات آمنة لشبكات التهريب التي تتخادم بشكل مباشر مع مليشيات الحوثي الإرهابية. وأكد أن إنهاء هذا الوضع يغلق منافذ الإمداد للمليشيات ويوفر الحماية الكاملة لخطوط التجارة والملاحة.
تنفيذ الشق العسكري: المماطلة التي أفرزت الواقع الجديد
انتقد لملس صراحة حالة “المماطلة والتسويف” في تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، ولا سيما بقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت بدلًا من توجيهها إلى جبهات القتال ضد الحوثيين. وأوضح أن تأخير هذه الاستحقاقات هو ما دفع القيادة الجنوبية لاتخاذ إجراءات لملء الفراغ الأمني، مؤكدًا أن الاستقرار في هذه المناطق سيفتح آفاقًا جديدة لتحسين الخدمات والتنمية التي تعطلت لسنوات.
رؤية وخارطة طريق جديدة للجنوب
في رسالة قوية للمجتمع الدولي، أكد لملس أن الجنوب الذي تحرر قبل عقد من الزمان “لن يبقى رهينة للفوضى”. ودعا إلى بلورة خارطة طريق جديدة تستوعب المعطيات القائمة على الأرض وتوحد الموقف الوطني.
مسارات الحسم مع الحوثي حسب رؤية لملس:
المسار السياسي: في حال جنحت مليشيات الحوثي للسلم بجدية.
المسار العسكري: استعادة صنعاء وبقية المحافظات الشمالية في حال استمرار الانقلاب.
إطار خاص لقضية الجنوب: اعتبار قضية شعب الجنوب المحرك الأساسي لأي حل شامل للأزمة.
التضامن الدولي ومواجهة جرائم الحوثي
عبّر المحافظ لملس عن تضامن السلطة المحلية في عدن مع الأمم المتحدة إزاء اختطاف طواقمها من قبل الحوثيين. واعتبر أن استمرار المليشيات في اختطاف الدولة وتهجير المواطنين وتهديد أمن دول الجوار والملاحة الدولية، يتطلب موقفًا دوليًا أكثر حزمًا يتجاوز لغة التنديد إلى العمل المباشر مع التحالف العربي لإنهاء الانقلاب.
العلاقات مع التحالف العربي: روابط الدم والمصير
اختتم لملس حديثه بالتأكيد على متانة العلاقة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد على أن هذه العلاقة “راسخة ومتجذرة” وتتجاوز التنسيق القيادي إلى التلاحم الشعبي الجنوبي الذي يرى في التحالف شريكًا أصيلًا في معركة الكرامة والبناء.
دلالات اللقاء
يأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه الجنوب اصطفافًا وزاريًا ومحليًا واسعًا خلف خطوات المجلس الانتقالي. إن حديث لملس بصفته “رجل دولة” يجمع بين منصبه الوزاري وقيادته في المجلس الانتقالي، يرسل إشارة واضحة للأمم المتحدة بأن الشرعية في الجنوب تستند إلى إرادة شعبية صلبة وقوة عسكرية منظمة قادرة على فرض الأمن وإدارة المؤسسات بمهنية.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا















