أخبار وتقارير
وجوه خلف الكمامات الطبية لآباء وأمهات يحملون أطفالهم المرضى في طوابير طويلة داخل وحدات طب الأطفال، مشاهد مروعة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عبر مقاطع فيديو مصورة من الصين، تظهر تشابهًا مع الأحداث التي سبقت تفشي وباء فيروس كورونا في شتاء عام 2019.
مرض غامض يستهدف الأطفال
أظهرت تقارير محلية انتشار مرض غير معروف يُدعى الفيروس الرئوي البشري «HMPV»- والذي يسبب عادة أعراضا خفيفة تشبه نزلات البرد، على الرغم من أن مسؤولي الصحة في الصين لم يؤكدوا ذلك بعد، لكنه يتفشى بسرعة بين الأطفال نظرًا لضعف مناعتهم الطبيعية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
فيما أشارت البيانات الرسمية الصادرة عن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية إلى أن الإنفلونزا العادية تقود أحدث موجة تفشي للمرض، إذ جاءت نتائج 30% من اختبارات الإصابة بالإنفلونزا بين الأطفال إيجابية، في مقابل حالة واحدة إيجابية من كل 7 أشخاص من الآباء والأمهات في المستشفى.
تزايد حالات الإصابة بالفيروس الجديد
وفي الوقت الذي لم تتطرق خلاله الحكومة الصينية أو منظمة الصحة العالمية للحديث عن الفيروس المنتشر بين الأطفال بشكل صريح، حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في الصين، من أن معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي تشبه أعراض الإنفلونزا، آخذة في الارتفاع.
وارتفعت أعداد الإصابات بنسبة 12% مقارنةً بالأسبوع السابق، متجاوزةً مستويات الإصابة المعتادة في كل موسم إنفلونزا منذ عام 2021.
كما تشير البيانات الخاصة بالجزء الجنوبي من البلاد إلى أن 5.7% من زيارات العيادات الخارجية كانت بسبب تلك الأمراض التي تنذر بتفشي وباء جديد.
![تفشي مرض غامض بين الأطفال يسبب زحام بالمستشفيات.. ماذا يحدث في الصين؟ 1 تفشي مرض غامض بين الأطفال يسبب زحام بالمستشفيات.. ماذا يحدث في الصين؟](https://www.arabtime.news/wp-content/uploads/2025/01/2574915_0.jpg)
انتعاش الأمراض بعد عمليات الإغلاق
وخلال الأيام الأولى من العام الجديد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدة مقاطع فيديو تظهر وحدات المستشفيات المكتظة في مقاطعة «هونان» وسط الصين، مع تعليقات لشهود عيان أفادوا بأنهم عانوا من انتظار دورهم في المستشفيات التي أصبحت ممتلئة بشكل شبه كامل، إذ قال أحدهم لوكالة «أبولووانج نيوز» الإخبارية إن العدوى قد تنتقل إلى كثيرين ممن يحملون أبناءهم المصابين بالفيروس، مضيفاً أن هناك حوالي 7 أو 8 حالات وفاة وقعت هذا الأسبوع في تلك المنطقة، وتراوحت أعمارهم بين الـ40 والـ80.
ولا تقتصر الطوابير على الحالات التي تنتظر دورها في الكشف، وإنما تمتد لتشمل الجثث، فبحسب مديرة الجنازات هناك، توجد طوابير طويلة عند محرقة الجثث المشرفة عليها، ما يعني أن أعداد الوفيات في تزايد مستمر.
كما تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتزايد فيها حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي الغامض بين الأطفال على وجه الخصوص، إذ حدث الأمر سابقاً في شتاء 2023، وقال مسؤولون وقتها إن تفشي المرض لم يكن ناجمًا عن فيروس جديد، بل كان بسبب انتعاش الأمراض بعد انتهاء عمليات الإغلاق التي شهدتها البلاد في أعقاب مكافحتها لجائحة كورونا.