دعا المشاركون في فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال وسائل الإعلام العربية والعالمية إلى تكثيف جهودها في تغطية حرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبها. العدالة الدولية وحقوق الإنسان التي يعترف بها العالم.
جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى فلسطين الإعلامي الدولي، الذي اختتمت أعماله اليوم الأحد في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة أكثر من 600 نخبة من الكتاب الإعلاميين ومحرري الصحف ومدراء المؤسسات الإعلامية. محطات إذاعية وتلفزيونية، ومراسلون، ومصورون، وفنانون، ومخرجون فاعلون، بالإضافة إلى نخبة من كبار المفكرين والشخصيات الإعلامية والأكاديمية. من حوالي 60 دولة حول العالم.
وقال الأمين العام لمنتدى تواصل أحمد الشيخ في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي أدارها محمد كريشان الصحفي التونسي بقناة الجزيرة: “إن حرب الإبادة التي تدور رحاها إلى هذا الحد “إن هذا اليوم يكشف النفاق والجبن العميقين في العديد من المحافل الدولية والإعلامية، وخاصة في الغرب”.
وأضاف الشيخ: “عندما تتحدث إلى العديد من وسائل الإعلام الغربية عن الفظائع والجرائم التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، فإن السؤال الأول الذي يطرح عليك غالباً هو: هل تدين ما حدث في 7 أكتوبر؟ وهذا سؤال خبيث يهدف إلى التلاعب بالمناقشة وتجاوز التاريخ وحقائقه. وكأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بدأ منذ ذلك التاريخ فقط”.
وتابع: “إن هؤلاء يتجاهلون عمداً وتعصباً أن احتلال فلسطين المستمر منذ 77 عاماً، هو اليوم أطول وأقدم احتلال استعماري بديل في عالم يتغنى بقيم حقوق الشعوب في ذاتها”. – العزم والاستقلال والسلام والتسامح والتعايش.”
وأوضح الشيخ أنهم يريدون من خلال التزييف وتجاهل الحقائق أن ينسى العالم أن غزة تحت الحصار منذ 17 عاما، شنت خلالها حروب متواصلة على القطاع أعوام 2008، 2012، 2014، و2021.
وأضاف: “إن المرحلة الجديدة من الرواية الفلسطينية على المستوى العالمي هي التذكير المستمر، عبر كافة الوسائل والمنصات، وبطريقة مهنية متوازنة، بأن احتلال فلسطين مستمر منذ 77 عاماً، وأن النضال إن نضال الشعب الفلسطيني ضد المشروع الاستعماري الغربي بدأ ويستمر منذ بداية القرن العشرين. “.
وشدد على أن “إسرائيل ما هي إلا إحدى أدوات هذا المشروع الاستعماري، وأن قضية فلسطين ليست قضية إنسانية فقط لشعب احتل وطنه ويحتاج إلى مساعدات مادية، بل هي قضية فلسطين”. شعب يستحق الحياة الحرة والكريمة على أرضه التي بناها منذ آلاف السنين. وعندما يستعيد هذا الشعب أرضه وحريته “سيكون هو الذي يقدم المساعدة لكل محتاج”.
وأشار إلى أن الرواية الفلسطينية على المستوى العالمي يجب أن تركز على تقويض الرواية الإسرائيلية بكل أبعادها التاريخية والسياسية والدينية والاجتماعية، ومواجهتها في كافة المحافل الإعلامية التقليدية والرقمية، باستخدام الأساليب السردية والفنية المهنية، لإثبات وتوثيق الحقيقة .
من جانبه قال المفكر والكاتب الصحفي المتخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي السيد فهمي الهويدي إن أهمية هذا اللقاء تكمن في أنه يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحولات جوهرية. وأن الشعب في الداخل قام بما كان عليه لمدة 15 شهراً، وعلى الشعب في الخارج والوطن أيضاً أن يقوموا بدورهم ويقوموا بما يجب عليهم. حرب غزة أدخلت الجميع إلى عالم السياسة، وأيقظت الذاكرة الحقيقية التي احتكرها الإعلام الإسرائيلي طوال السنوات الماضية في العالم.
أما الكاتب والمفكر الفرنسي فرانسوا بوجا، فأكد على أهمية هذا المؤتمر في توحيد الجهود الإعلامية لخدمة القضية الفلسطينية وقال: “أنا لست هنا للدفاع عن الفلسطيني، بل أدافع عن الإنسانية والحقيقة”. بعد ذلك ألقى الصحفي والكاتب التركي كمال أوزتورك كلمته وجه فيها رسالته إلى كل من يعمل في الصحافة والإعلام: قال: يجب أن نعمل جاهدين لمواجهة الاحتلال الإعلامي الإسرائيلي الذي يسيطر على عقولنا، وأن نسعى جاهدين إلى بناء شبكة تواصل شاملة تجمع كل المدافعين عن الحق في العالم بروح حرة. ومستقلة.
من جانبها، قالت المراسلة الحربية في أمريكا اللاتينية، كارين مارون، إن هناك رقابة كبيرة علينا كصحفيين، لكن يجب علينا النضال وعدم الاستسلام لإيصال الحقيقة للعالم. إن الواقع الذي رأيناه في غزة بعد دخولها لتغطيتها كان أسوأ وأفظع مما تصورنا. لكن مرحلة وعصراً جديدين للقضية آخذ في الظهور، وسيشهد التاريخ على ذلك، ولا بد من التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. واختتم حفل الافتتاح بدعوة الجمهور لمشاهدة بانوراما “اللحظة الأخيرة” تكريما وإحياء ذكرى أكثر من 220 شهيدا صحفيا من أجل إيصال صوت الحقيقة وصورة الواقع.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر عقد ندوة رئيسية بعنوان “الرواية الفلسطينية: مرحلة جديدة” شارك فيها عزام التميمي وصالح عبد الجواد والدكتور إيلان بابي (مشاركة عبر الإنترنت) وصفاء فيصل.
كما أقيمت ورش عمل متزامنة حول مواضيع مختلفة منها “الضغط والمناصرة في دعم الرواية الفلسطينية”، و”الصحافة ومنصات التحقيق في خدمة الرواية الفلسطينية”، بالإضافة إلى “الحرب النفسية والدعاية للاحتلال: أساليب المواجهة وآلياتها”. الرد”، و”الرواية الفلسطينية في الإعلام التركي”. “.
واختتم اليوم الأول بندوة كبرى حول “الرواية الفلسطينية في الإعلام العالمي”.
أما اليوم الثاني فبدأ بندوة بعنوان “الإعلام الفلسطيني في مواجهة الإبادة الجماعية”، تلتها ورش عمل متزامنة ركزت على “توظيف التقنيات الرقمية الحديثة في تطوير الرواية الفلسطينية”، و”مسؤولية الصحافة العالمية تجاه الرواية الفلسطينية”. “، و”أولويات ومسؤوليات تقديم الرواية الفلسطينية”. بالإضافة إلى “الرواية الفلسطينية في وسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية”.
كما شهد اليوم الثاني سلسلة ورش عمل أخرى ناقشت “الرواية الفلسطينية والإنتاج الفني”، و”مواجهة تزييف الاحتلال – نحو نهج استراتيجي متكامل”، و”مواجهة انحياز المنصات الرقمية للرواية الفلسطينية”، و” الرواية الفلسطينية في الفضاء اللاتيني.”
واختتم المؤتمر بندوة رئيسية قدمها محمد كريشان، وسامي العريان، وعلي السند، وبلال خليل، مدير فلسطين الدولية للإعلام والاتصال، بعنوان “الرواية الفلسطينية.. توجهات استراتيجية لعصر جديد”. “
وتزامنت الدورة الرابعة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، مع التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ الأحد.
منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال (تواصل) هو منصة إعلامية دولية تأسست عام 2014 بهدف دعم القضية الفلسطينية عبر الإعلام، وتعزيز الرواية الفلسطينية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.
ويسعى المنتدى إلى توفير مساحة للتعاون بين الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المهتمة بالقضية الفلسطينية، بهدف تسليط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته في ظل الاحتلال، ومواجهة التحديات الإعلامية التي تواجه القضية.
إقرأ أيضاً: إسطنبول تستضيف ملتقى «تواصل 4».. الرواية الفلسطينية في مرحلة جديدة