كشفت سلطة التراث السعودي عن نتائج دراسة علمية حديثة أظهرت أن أراضي المملكة شهدت عصورًا رطبة امتدت 8 ملايين عام ، مشيرة إلى أن هذا الكشف يمثل أطول سجل مناخي في شبه الجزيرة العربية يعتمد على الرواسب الكهفية.
وقالت السلطة في بيان رسمي ، يوم الأربعاء ، إن “المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة” ، موضحًا أن الدراسة التي أجريت في مشروع “شبه الجزيرة العربية الخضراء” خلصت إلى أن البيئة القديمة للمملكة شملت الأنهار والبحيرات ، والتي سمحت بوجود أنواع الحيوانات التي تعتمد على الماء مثل التماسيح والخيول والأسرز النهرية.
وأضافت أن هذه الأنواع عادة ما تزدهر في بيئات المياه ، على عكس السياق البيئي الجاف الذي تتميز به المملكة اليوم.
عرض الأخبار ذات الصلة
أشارت السلطة إلى أن الدراسة استندت إلى تحليل لـ 22 كهوفًا معروفة محليًا باسم “Dahl Al -Samman” ، موضحًا أن هذا السجل المناخي هو أيضًا من بين أطول العالم على المستوى العالمي ، حيث يغطي فترة زمنية تمتد لمدة ثمانية ملايين عام.
“كشفت الدراسة عن أطول سجل مناخي في شبه الجزيرة العربية التي تعتمد على الرواسب الكهفية ، والتي تعد أيضًا واحدة من أطول السجلات المناخية في العالم ، حيث تغطي فترة طويلة جدًا من ثمانية ملايين عام.”
سلطة التراث (@moCheritage) 9 أبريل 2025
نتائج الدراسة التي توضح عقوبة المراحل الرطبة المتعددة ، والتي أدت إلى أراضي المملكة خصبة وصالحة للحياة في فترات متتالية.
تساهم هذه النتائج في دعم التفسيرات المتعلقة بتأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار المجموعات البشرية على مر العصور ، حيث تشير إلى أن صحراء المملكة ، التي هي اليوم واحدة من أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على سطح الأرض “كانت رابطًا طبيعيًا للهجرة الحيوانية والبشرية بين أفريقيا وأوروبا وأوروبا.”
كما أبرزت الدراسة ، وفقًا لبيان السلطة ، أهمية شبه الجزيرة العربية باعتبارها منطقة تقاطع حيوية لنشر الكائنات الحية بين القارات ، والتي تساهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي ونقل الكائنات الحية بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
عرض الأخبار ذات الصلة
شارك في إعداد الدراسة المنشورة في المجلة “طبيعة“30 باحثًا من 27 كيانًا محليًا ودوليًا ، بما في ذلك هيئة التراث ، وهيئة المسح الجيولوجي السعودي ، وجامعة الملك سعود ، بالإضافة إلى المؤسسات العلمية المرموقة مثل معهد ماكس بلانك الألماني ، وجامعة غريفيث الأسترالية ، وعدة جامعات ومراكز بحثية من ألمانيا ، وإيطاليا ، وبريطانيا ، والولايات المتحدة.
استخدم الباحثون طرقًا علمية دقيقة لتحديد الفترات المناخية ، بما في ذلك تحليل نظائر الأكسجين والكربون في الرواسب الكيميائية داخل المكونات الكهفية ، مما سمح باكتشاف الفترات الممطرة والتقلبات الرطبة على مدى ملايين السنين.
أشار الباحثون إلى أن هذه المراحل الرطبة لعبت دورًا محوريًا في تسهيل حركة وانتشار الثدييات والكائنات الحية عبر القارات المجاورة.