ومع تفاقم الأعباء التي يعاني منها الجنوبيون، يبدو أن هناك حاجة كبيرة وملحة للعمل على تعزيز التدخلات الإنسانية التي تساهم في تخفيف هذه الأعباء.
وفي ظل حالة الاستقرار الأمني التي يشهدها الجنوب، فإن المنظمات الدولية مطالبة بتكثيف جهودها بما يؤدي إلى إيصال المساعدات للمواطنين في ظل هذه الأعباء.
وتعقد قيادة المنطقة الجنوبية العديد من اللقاءات واللقاءات للمساهمة في تعزيز هذه الجهود والتدخلات الإنسانية مستفيدة من النجاحات الأمنية التي تحققت خلال الفترات الماضية تتويجا للجهود المبذولة في هذا الإطار.
وفي هذا السياق، استقبل القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية الوطنية، علي عبدالله الكثيري، اليوم الثلاثاء، السيدة كريستين شيبولا، رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلادنا.
وفي بداية اللقاء رحب الكثيري بالسيدة كريستين شيبولا التي تزور العاصمة عدن لأول مرة بعد تعيينها رئيسة للجنة الصليب الأحمر في بلادنا.
وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتدخلاتها الإنسانية والإغاثية في مختلف محافظات الجنوب وبقية المناطق المحررة.
وناقش اللقاء الذي حضره الدكتور نجيب قائد فارع مدير إدارة المنظمات الدولية وحقوق الإنسان بالهيئة العامة لشؤون الأجانب والمغتربين بالمجلس برامج وأنشطة الصليب الأحمر وتدخلاته الإنسانية خاصة في مجال الجانب الصحي، بالإضافة إلى آليات معالجة المشاكل التي تعيق سير العمل.
وتطرق اللقاء إلى السبل الممكنة لتوفير المزيد من الإمكانيات في ظل استمرار معاناة المواطنين والوضع المعيشي الراهن نتيجة التصعيد العسكري المستمر لميليشيا الحوثي الإرهابية وعدوانها المتكرر على الأعيان المدنية في المناطق الحدودية بالجنوب. المحافظات والمناطق المحررة.
وناقش اللقاء دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تبني قضية الإفراج عن جثث الأسرى الأربعة الذين أعدمتهم مليشيا الحوثي مؤخراً في جبهة المسيمير بمحافظة لحج.
وأكد الكثيري أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية ولو بالحد الأدنى، نظرا لأن المجتمعات المضيفة للنازحين تعاني من ضعف الخدمات وظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.
وشدد على ضرورة أن يدرك العالم حجم المأساة المعيشية التي يعيشها شعب الجنوب وبقية المحافظات المحررة جراء ممارسات مليشيا الحوثي واعتداءاتها المتكررة على خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر. وخليج عدن والجبهات التي أحبطت جهود تحقيق السلام وأكدت خطورة هذه الميليشيات على مصالح العالم أجمع.
كما جدد الكثيري دعم المجلس الانتقالي لجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واستعداده لتقديم كافة التسهيلات التي تمكنها من القيام بمهامها بكفاءة واقتدار.
وأشار إلى أهمية التنسيق والتعاون المشترك مع إدارة المنظمات الدولية وحقوق الإنسان بالهيئة العامة للشؤون الخارجية وهيئة الإغاثة والأعمال الإنسانية بالمجلس لتنفيذ خطط وبرامج اللجنة، بالإضافة إلى توفير الإمكانيات اللازمة. الحماية الأمنية لمزاولة أعمالها في العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وحرص المجلس الانتقالي طوال الفترات الماضية على تهيئة المناخ المناسب والضروري لهذه التدخلات الإنسانية، وهو ما بدا واضحا في حجم الأهمية التي توليها القيادة السياسية للملف الأمني تحديدا.
ومن أجل تحسين هذه الأوضاع لا بد من نقل مقرات المنظمات الدولية والإغاثية إلى العاصمة عدن، حيث سيكون ذلك حافزاً نحو تكثيف ومضاعفة التدخلات الإنسانية، بما يسمح بتحقيق اختراق في هذه القطاعات.
ويرتكز تحقيق هذا الهدف على تعزيز التنسيق بين دول الجنوب والمؤسسات والمنظمات الدولية الرامية إلى تحقيق الأهداف المشتركة في هذا الإطار.