واصل أبناء مدن وادي وصحراء حضرموت اليوم الجمعة، لليوم السادس على التوالي، التوافد الكثيف إلى مخيم الاعتصام المفتوح في مدينة سيئون. شهد المخيم توافد الحشود الجماهيرية من مختلف المديريات، في مشهد يعكس استمرار الزخم الشعبي وتوسع دائرة المشاركة وتأكيدًا على الحجم التأييد الشعبي للمطالب الوطنية التي ترفع.
يعد هذا التجمع المستمر دليلًا حيًا على الإرادة الشعبية التي تجاوزت الخطاب السياسي الرسمي، حيث طالب المعتصمون بوضوح القيادة العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي بالإسراع في إعلان دولة الجنوب العربي. وقد سجل المخيم اليوم الجمعة حضور وفد من أبناء منطقة مدودة بقيادة الشيخ عمر بخضر، إلى جانب وفد من مركز ز. بسحيل جعيمة بمديرية شبام، ووفود قادمة من مديريات أخرى، مما يعكس شمولية الحركة الاحتجاجية.
وقدّمت الوفود المشاركة فقرات من الزامل الشعبي عند دخولها خيمة الاعتصام، مرددة أبياتًا ثورية قوية تطالب بالإسراع في تحقيق الهدف الأسمى، وهو إعلان دولة الجنوب العربي. هذا المشهد يُجسد بوضوح حجم الالتفاف الجماهيري حول المطالب الوطنية ويؤكد تصاعد وتيرة التأييد الشعبي للخطوات السياسية المرتقبة من قيادة الجنوب.
قمة عدن:الزُبيدي يناقش ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب مع قيادة التحالف
في تطور سياسي موازٍ وله دلالات عميقة، استقبل الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء الجمعة، قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، يتقدمها الرئيس الركن سلطان العنزي والرئيس الركن عوض الأحبابي، في القصر الرئاسي بالعاصمة عدن.
اللقاء، الذي حضره عدد من القيادات البارزة في المجلس الانتقالي واللجنة العسكرية والأمنية المشتركة، ناقش محاور استراتيجية تتصل بأمن المنطقة ومستقبلها.
أبرز نقاط النقاش في لقاء عدن:
توحيد الجهود الأمنية: بحث سبل توحيد الجهود في مواجهة كافة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة والإقليم، والتي تمس بشكل مباشر المصالح الدولية.
مكافحة الإرهاب: التركيز على جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب، وتجفيف منابع تمويله، كأولوية قصوى مشتركة.
أمن الملاحة الدولية: مناقشة التهديدات التي تطال حرية الملاحة الدولية في المياه الإقليمية والدولية.
التنسيق الدولي: التنسيق مع الشركاء في التحالف الدولي لوقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية والقضاء على شبكات التهريب المنظمة.
إشادة بالدور الأخوي والتضحيات الجنوبية
خلال اللقاء، أشاد الرئيس الزُبيدي بـ قيادة القوات المشتركة للتحالف والدور الأخوي المحوري الذي تضطلع به دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في معركة التصدي للمخططات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار الجنوب والمنطقة بأسرها.
من جانبها، أشادت قيادة القوات المشتركة بالتحالف العربي بـ التضحيات الجسيمة لأبناء الجنوب في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وفي مكافحة الإرهاب. كما شددت على أهمية الدور المأمول من الجنوبيين في هذا الجانب في الحاضر والمستقبل، مما يؤكد الاعتراف الإقليمي بالدور الأمني الفاعل للقوات الجنوبية.
عبر الرئيس الزُبيدي عن اعرب تايمانه العميق، نيابةً عن شعب الجنوب، للأشقاء في دول التحالف، مؤكدًا أن مواقفهم الأخوية الصادقة ستظل محفورة في ذاكرة الشعب وسيخلدها التاريخ. وجدد التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الأخوية المصيرية التي تربط شعوب المنطقة، والتي “عُمّدت بالدم في معركة المصير الواحد”.
رسالة متكاملة: تضافر المطالب الشعبية والتحرك الدبلوماسي
يعكس التزامن بين استمرار اعتصام سيئون المطالب بالاستقلال والاجتماع عالي المستوى مع قيادة التحالف في عدن رسالة سياسية متكاملة. فالمجلس الانتقالي يوازن بين الاستماع إلى نبض الشارع الجنوبي الداعي إلى إعلان الدولة، وبين تعزيز العلاقات الاستراتيجية والأمنية مع الأشقاء في التحالف لمواجهة التحديات المشتركة.
إن حضور هذا العدد الكبير من القيادات الجنوبية في اللقاء، بما فيهم محمد الغيثي، والرئيس الركن هيثم قاسم طاهر، والسلطان عبدالله عيسى بن عفرار، وعمرو البيض، يؤكد أن ملفي الأمن ومكافحة الإرهاب هما البوابة الرئيسية التي يسعى الجنوب لترسيخ مكانته من خلالها إقليميًا ودوليًا، بينما تبقى استعادة دولة الجنوب العربي هي الهدف الأسمى الذي يدفعه الزخم الشعبي في حضرموت وغيرها من المحافظات.
انضموا لقناة عرب تايم الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

















