مركز المناخ العربي – المهندس أحمد العربيد
رغم حالة التقلب وعدم الاستقرار التي شهدتها توقعات النماذج الجوية العددية خلال الفترة الأخيرة، إلا أن مؤشرات إيجابية بدأت بالظهور تحمل بشرى سارة للمنطقة خلال الأيام المقبلة. بدأت النماذج الجوية الكبرى والموثوقة، مثل نموذج JFS الأمريكي والنموذج الأوروبي، بالاتفاق على احتمالية اقتراب سلسلة من الكتل الهوائية الباردة من المنطقة.
انقر هنا للتحميل
وبحسب هذه التوقعات فمن المتوقع أن تقترب كتلة هوائية باردة من المنطقة اعتباراً من يوم الجمعة 17 يناير 2025، وتتركز هذه الكتلة في شمال شرق بلاد الشام، دون أن تتعمق بشكل ملحوظ داخل البلاد، مما سيؤدي إلى انخفاض كبير على درجات الحرارة. في معظم المناطق. ويصبح الطقس بارداً نهاراً، وشديد البرودة ليلاً، خاصة فوق المرتفعات الجبلية. كما ستكون الفرصة متاحة لهطول زخات متفرقة من الأمطار على سواحل بلاد الشام.
وفي وقت لاحق، منتصف الأسبوع المقبل، تشير البيانات إلى عبور مرتفع جوي وموجة ضغط علوي مرتفع فوق البلاد. سيؤدي ذلك إلى استقرار الأجواء ورياح شرقية باردة تعزز الشعور بالبرودة بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تزداد احتمالية تشكل الصقيع في بعض المناطق الجبلية وأجزاء من المناطق الصحراوية، الأمر الذي يتطلب اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
منخفض شامل وبارد وممطر تحت المراقبة:
تشير آخر المعطيات الجوية إلى أن الكتلة الهوائية الباردة التي تتمركز حاليا في وسط البحر الأبيض المتوسط وتؤثر بشكل أساسي على تونس والجزائر، ستبدأ بالتحرك نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وبقيت هذه الكتلة مستقرة في موقعها لمدة أسبوع تقريباً، مما أدى إلى تشكل سلسلة من المنخفضات الجوية ترافقت مع عدة جبهات هوائية، ما ساهم في هطول كميات كبيرة من الأمطار والثلوج في تلك المناطق.
وبحسب المعطيات الحالية فمن المتوقع أن تصل الكتلة الهوائية الباردة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط يوم الخميس 23 يناير 2025. ومن شأن هذه الحركة أن تزيد من احتمالية تشكل منخفض بارد وممطر مما سيعيد الأجواء الشتوية إلى المنطقة إن شاء الله. وذلك وسط توقعات بتأثيرات ملحوظة على الطقس خلال الأيام المقبلة.
ورغم أن الفترة لا تزال طويلة نسبيا، إلا أن احتمالية تشكل هذا المنخفض أصبحت مرتفعة، مدعومة بعدة عوامل رئيسية. أبرزها إعادة تمركز مرتفع قوي وعنيد فوق أوروبا، بالإضافة إلى توافق النماذج الجوية على وصول منخفض جوي بارد على المنطقة. لكن احتمالية حدوث تغييرات تبقى قائمة حتى اقتراب الفترة، خاصة مع وجود سيناريو يشير إلى دعم علوي بارد قادم من القطب الشمالي مروراً بأوروبا الشرقية نحو المنخفض المتوقع، مما قد يعزز قوته ونفوذه في حال تحقق هذا السيناريو.
انقر هنا للتحميل
وفي الفترة اللاحقة، وخلال الثلث الأخير من الشهر الجاري، تشير البيانات إلى استمرار ارتفاع فرص النشاط الجوي في المنطقة. وهذا يعني أننا قد نشهد نظاماً جوياً مميزاً يتمثل بسلسلة من المنخفضات الجوية المتتالية بمشيئة الله تعالى.
والله أعلى وأعلم