وقال باتريك كلاوسون ، مستشار أبحاث باتريك كلاوسون ، إن تصعيد التوترات الداخلية في إيران قد يعيق أي جهود أمريكية للتفاوض معها ، مشيرا إلى أن الإصلاحيين لم يكونوا أكثر كفاءة مما وصفه بأنه “متشددين” في معالجة الأزمات الاقتصادية وأزمة الطاقة ، التي أدت إلى تقليص ساقتهم في التفاوض على النيابة.
أضاف كلاوسون في تقرير نشره “معهد واشنطن” ، أن الوضع الداخلي في إيران أصبح أكثر سعادة حيث يقترب نايروز في 21 مارس ، وهو موسم تقليدي للاحتفالات والتسوق ، لكن المزاج الوطني العام متهم بالتوتر.
وأوضح أن حجم السخط الشعبي كان واضحًا في جلسة مجلس شورا ، والتي عقدت في 3 مارس ، والتي انتهت بإقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر هامر بأغلبية 182 صوتًا مقارنة بـ 89 صوتًا.
عرض الأخبار ذات الصلة
أشار كلاوسون إلى أن السياسيين الإصلاحيين ، بمن فيهم الرئيس الإيراني ماسود بيزتان ، فقدوا مصداقيتهم تمامًا بسبب “فشلهم في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية” ، مما جعلهم في موقف مماثل لـ “المسلحين” ، وهو ما ينعكس في استعداد إيران للتفاعل مع أي مقترحات سياسية أجنبية ، بما في ذلك المفاوضات المحتملة مع الولايات المتحدة.
أزمات قطاع الطاقة وآثارها
تطرق الباحث إلى قطاع الطاقة في إيران ، مؤكدًا أن أزمة الكهرباء وتلوث الهواء الناجم عن تشغيل محطات الطاقة ذات الوقود الثقيل دفعت السلطات الإيرانية إلى إغلاق المدارس لمدة 50 يومًا من أصل 100 يوم أكاديمي ، وتم إغلاق المكاتب الحكومية في معظم الحاكم مرارًا وتكرارًا.
وأضاف أن انخفاض أسعار الطاقة أدت إلى زيادة مفرطة في الاستهلاك ، والتي تسببت في نقص شديد في إمدادات الغاز الطبيعي ، والنفط الثقيل والكهرباء ، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ساهم في انتشار الفينومنون المتمثل في التهرب من سداد الفواتير ، مما جعل منتجي الطاقة غير قادرين على تمويل عمليات تحديث مرافقهم القديمة وغيرها.
أشار كلاوسون إلى أن هذه الأزمات قد تفاقمت بسبب الفساد المتجذر في الشركات الكبرى المرتبطة بالحراس الثوريين الإيرانيين ، حيث أن الجهود المبذولة لتوسيع قدرة الكهرباء تولد بنسبة 20 ٪ خلال العقد الماضي لم تنجح في تلبية الطلب المتزايد ، والتي زادت بنسبة 74 ٪ ، والتي خلقت فجوة كبيرة في تلبية الاحتياجات.
عرض الأخبار ذات الصلة
أكد الباحث على أن المسؤولين الإيرانيين لم يتخذوا أي خطوات فعالة لمعالجة الأزمات ، مشيرين إلى أنهم يشكون من تهريب البنزين كسبب رئيسي لنقص الإمدادات ، لكنهم لم يوفروا أي حلول جذرية مثل رفع الأسعار بشكل تدريجي أو توفير بدائل مثل زيادة قيمة بطاقات التقنين الشهرية ، في خوفهم من الخوف من الانفجارات في عام 2019.
وأوضح أن الحكومة تقدر تهريب 20 مليون لتر من البنزين يوميًا للبلدان المجاورة بأسعار أعلى ، لكن بعض المصادر تعتقد أن حجم التهريب قد يكون أكبر بكثير. ومع ذلك ، لا يزال المسؤولون يترددون في اتخاذ قرارات جذرية لحل هذه المشكلة ، خوفًا من تصعيد الغضب الشعبي.
أزمة العملة والتضخم الحاد
أشار كلاوسون إلى أن الإيرانيين يراقبون سعر الصرف في السوق الحرة كدليل على الظروف الاقتصادية ، مشيرًا إلى أن قيمة الرياض الإيراني انخفضت من 32000 ريال مقابل دولار واحد قبل عشر سنوات إلى 930،000 ريال حاليًا.
وأكد أن هذا الانخفاض السنوي بنسبة 40.1 ٪ يرجع إلى ارتفاع التضخم ، والذي يبلغ متوسطه سنوي قدره 27.7 ٪ ، بالإضافة إلى العجز المالي الضخم في ميزانية الحكومة نتيجة لانخفاض إيرادات النفط وزيادة الإنفاق الحكومي غير المخطط لها.
وأضاف الباحث أنه إذا اشترى شخص ما دولارًا واحدًا مقابل 1000 ريال في عام 2015 ، فيمكنه اليوم بيعه مقابل 29000 ريال ، مما يشير إلى أن قيمة العملة الإيرانية قد انخفضت بشكل كبير حتى بعد حساب التضخم.
وأوضح أن الإيرانيين الذين لا يستطيعون شراء منتجع الدولار إلى الذهب كملاذ آمن ، حيث من المتوقع أن يشتروا أكثر من 500 ألف قطعة ذهبية هذا العام ، في ضوء بيع البنك المركزي هذه القطع بأسعار مزاد تزيد عن 30 ٪ من قيمتها الفعلية.
تأثير الضغط الأمريكي
وأكد كلاوسون أن السياسيين الإيرانيين يتحدثون عن صامدهم في مواجهة العقوبات الأمريكية ، لكنهم يفتقرون إلى خطط عملية لمواجهة آثارهم.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني بيزشيتان دافع عن وزيره ، وقلقي خلال جلسة البرلمان ، قائلاً إن إيران تخوض “حربًا شاملة” مع الولايات المتحدة ، مع الأخذ في الاعتبار أن “حرب الثمانينات مع العراق لم تقارن أي شيء” ، لكنه لم يقدم أي مقترحات واضحة للتعامل مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة.
وأضاف الباحث أن Bizchitan نفى بشدة أي نية للتفاوض مع واشنطن ، قائلاً: “عندما قال الزعيم الأعلى أننا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة ، أعلنت أننا لن نتفاوض مع الولايات المتحدة. هذه هي نهاية القصة “، موضحًا أن مجرد انتشار الشائعات حول دعمه للمفاوضات قد يكون دمارًا سياسيًا.
أشار كلاوسون إلى أن واشنطن تتجه إلى تصعيد العقوبات على قطاع النفط الإيراني ، حيث تواجه ناقلات النفط صعوبة في إفراغ شحناتها بسبب تركيز الولايات المتحدة على العقوبات ، وخاصة على الناقلات العملاقة التي تستخدمها إيران.
أكد الباحث أيضًا أن “إيقاف أو تمويل قانون النفط الإيراني” يسمح بعقوبات جديدة على الكيانات التي تسهل أو تمويل تجارة النفط الإيرانية.
عرض الأخبار ذات الصلة
أوضح الباحث أن الولايات المتحدة يمكنها اتخاذ تدابير إضافية لزيادة الضغط على إيران ، من بينها: استهداف المزيد من ناقلات النفط مع العقوبات ، مما قد يقلل من خيارات تصدير إيران. وفرض عقوبات على الموانئ التي تتلقى السفن الإيرانية ، وخاصة في الصين. بالإضافة إلى تشديد الضغط على البنوك الصينية التي تتعامل مع مشتري النفط الإيرانيين ، والتي قد تدفع بكين إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة.
أكد كلاوسون أن إيران قد تستجيب للعقوبات الجديدة من خلال تصعيد نشاطها النووي من خلال إثراء اليورانيوم إلى 90 ٪ أو الانسحاب من معاهدة حظر الأسلحة النووية ، والتي تدعو إلى التحضير الأمريكي لمواجهة أي تحركات تصعدية من قبل طهران.
وخلص الباحث إلى القول إن الاقتصاد الإيراني يمر بمرحلة أكثر صعوبة مما كان عليه خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكية دونالد ترامب ، حيث أنه يعاني من ارتفاع معدلات التضخم ، وتناقص الناتج المحلي الإجمالي ، ونقص شديد في الكهرباء والبنزين ، مما يشير إلى أن أي ضغط أمريكي جديد سيؤثر بشكل كبير على الشعب الإيراني ، الذين يعانون بالفعل من حالة رجعية اقتصادية ومزاج شديد.