تمثل الحركة المستقلة تحديًا كبيرًا في مواجهة المكفوفين يوميًا ، وكانت العصا البيضاء لعقود هي الأداة الأساسية للمساعدة ، ولكن نطاقها المحدود وعدم قدرتها على تحديد طبيعة العقبات في مواجهة الحركة السلسة والآمنة ، وخاصة في البيئات المعقدة. في خطوة واعدة نحو التغلب على هذه التحديات ، قام فريق من الباحثين الصينيين بتطوير نظام مبتكر يمكن ارتداؤه يعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي في نظارات مزودة بكاميرا وسماعات الأذن ، لتوفير إرشادات دقيقة للنقل للمكفوفين والرؤية والرؤية ، وتوفير بديل لمزاياه على الوسائل التقليدية.
ولكن ما هي آلية هذا النظام؟

يعتمد هذا النظام المتقدم المبتكر على دمج العديد من التقنيات معًا لتحقيق هدفه ، حيث أن الجزء الرئيسي من النظارات المجهزة بكاميرا تلتقط صورًا مباشرة ومستمرة للبيئة المحيطة بالمستخدم ، ثم يتم إرسال هذه الصور إلى جهاز كمبيوتر صغير ومبني ، في أي شخص يتم التعامل معه ، على سبيل المثال ، من أي شخص آخر ، يتم تعامله مع الآخرين ، على ذلك ، مثل الأشخاص الذين يتجاهلون ذلك ، فالأفراد الآخرين ، الأثاث ، وغيرها من العقبات المحتملة.
لا تتوقف وظيفة النظام عند مجرد رؤية ، ولكنها تتجاوز الإرشادات الفعالة ، استنادًا إلى تحليل الصور ، تصدر الجهاز تنبيهات الصوت للمستخدم كل 250 ميلًا ، مما يوفر تحديثًا شبه متوسطًا للمعلومات المكانية ، وتأتي هذه التنبيهات في شكل صوت صفر مميز في سماعة الرأس اليمنى أو اليسرى.
لتعزيز دقة الحركة ، وخاصة في المسافات القريبة ، أنشأ الباحثون مكونًا إضافيًا إضافيًا ، وهو تصحيح مرن مماثل 40 سم ، مما يوفر طبقة حماية حيوية إضافية.
يؤدي هذا التصحيح أيضًا وظيفة أخرى مهمة للغاية ، حيث تهز عندما يمتد المستخدم يده ليحمل جسمًا ، لتعليمه اللحظة المناسبة للقبض عليها ، مما يسهل التفاعل مع الأشياء المحيطة.
التجارب الواعدة والنتائج الواعدة:
لتقييم فعالية النظام ، أجرى الباحثون ، وفقا لدراسة نشرت في مجلة (ذكاء آلة الطبيعةالمرموقة ، سلسلة من التجارب مع مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية. في واحدة من التجارب الرئيسية ، استخدم الفريق عشرين مشاركًا لاختبار قدرة الجهاز على المساعدة في التنقل في متاهة مقطوعة 25 لايتر.
أظهرت النتائج تحسنا ملحوظا. على مسافة سير المشي التي سافر فيها المشاركون وحسنوا حركتهم بنسبة 25 ٪ مقارنة بأدائهم عند استخدام العصا البيضاء التقليدية.
في تجارب أخرى شارك فيها 12 شخصًا يعانون من إعاقات بصرية ، يهدف الباحثون إلى تقييم قدرة النظام على المساعدة في تجنب العقبات أثناء المشي داخل الغرف ، وبعد الخضوع للتدريب البسيط في استخدام الجهاز ، تمكن جميع المشاركين من التحرك بنجاح داخل المباني ، وسرعان ما يشبه سرعتهم عند استخدام العصي ، مما يشير إلى سهولة التعلم والتكيف مع النظام.
لم تقتصر الاختبارات على البيئات التي تحكم ؛ بدلاً من ذلك ، امتدت إلى مواقف واقعية أكثر تعقيدًا ، حيث اختبر 8 مشاركين الجهاز في سيناريوهات الحياة اليومية ، بما في ذلك: المشي في شوارع المدينة المزدحمة ومرور غرف الاجتماعات المليئة بالأثاث والعقبات المختلفة ، وفي هذه الظروف الصعبة ، استمر النظام في توفير أداء جيد ، ويؤكد قدرته على التعامل مع مختلف البيئات الديناميكية.

المزايا والتحديات المستقبلية:
يوفر هذا النظام مزايا أساسية مقارنة بالعصا البيضاء ، مثل الدكتورليلي غو) باحث في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة شنغهاي جياو تونغ في الصين وواحد من المشاركين في الدراسة ، فإن الكاميرات لديها رؤية واسعة تتجاوز متر واحد يمكن للعصا توعيةها عادة. والأهم من ذلك ، أن النظام غير راض عن لمس البيئة كما تفعل العصا ، ولكن لديه القدرة على معرفة ما هي الأشياء المحيطة بفضل الذكاء الاصطناعي ، مما يمنح المستخدم فهمًا أعمق لمحيطه.
من جانبه ، قدم الطبيب بوتون روزكامدير معهد طب العيون الجزيئي وساريري في بازل في سويسرا ، وهو تقييم أولي لهذا التطور ، قائلاً: “تتناول ورقة البحث كيفية تطوير عصا ذكية للغاية”. وبالتالي ، فهو يشبه النظام مع عصا من حيث كونه أداة لتوسيع تصور المستخدم الحسي ومساعدته على التحرك ، لكنه يعترف بأن هذا النظام يوفر معلومات أكثر ثراءً وأكثر تعقيدًا.
لذلك ، يعتقد الدكتور روزكا أن هذا النظام الذكي قد يكون أكثر فائدة وفعالية على وجه الخصوص للأشخاص الذين يعيشون في مدن كبيرة ومزدحمة ، لأن البيئة المحيطة تتطلب وعيًا أكبر وتفاعل أسرع مع العقبات المتغيرة.
لكن الدكتور (ليلي غو) يؤكد ، في نفس الوقت أن النظام في موقعه الحالي لا يزال مجرد نموذج أولي (النموذج الأولي) يخضع للاختبار والتطوير ، وقال: “من أجل أن يصبح هذا النظام أداة عملية ومتنافسة يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية الاعتماد عليها في الحياة اليومية. درجات المستخدم ، لتجنب أي مخاطر محتملة قد تنجم عن أي خطأ في تقدير المسافات أو تحديد العقبات. “
يتفق الدكتور روسكا مع هذا الرأي ، قائلاً: “من السابق لأوانه تحديد القبول الفعلي لهذه التكنولوجيا عندما تكون متاحة”. الإشارة إلى أن قبول مثل هذه التكنولوجيا يعتمد على عوامل متعددة تتجاوز مجرد الحدث التقني في المختبر ، وتشمل: التكلفة النهائية للجهاز ، وسهولة الاستخدام والتعلم ، وراحة ارتداء النظارات والمكونات الأخرى لفترة طويلة ، والأداء الفعلي في بيئات خارجية مختلفة وغير متوقعة.
لذلك يعمل فريق البحث حاليًا على تطوير الجهاز ، مع التركيز على تحسين التصميم لجعله أخف وزناً وأقل وضوحًا مقارنة بالنموذج الحالي الذي يتم فيه تثبيت الكاميرات على النظارات ، لتكون مريحة وسهلة التآكل يوميًا.
خاتمة:
يعد هذا النظام القائم على الذكاء الاصطناعي خطوة مهمة نحو تعزيز استقلال وحرية الحركة للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية. من خلال توفير معلومات فورية ومفصلة حول البيئة المحيطة والتنبيهات الدقيقة ، تعد هذه التكنولوجيا بتحسين نوعية الحياة وزيادة السلامة لمستخدميها. على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلًا نحو المنتج النهائي الموثوق به ومتاح ، إلا أن البحث والاختبارات المستمرة يرسمون ميزات في العالم قد يصبح فيه التنقل في العالم أسهل وآمنًا للمكفوفين والبصريين.