كتب / منى عبدالله
لم يستطع ثمانية من الرؤساء اليوم من الرجال في اليمن أن يصل لمستواهن في رجاحة العقل وحسن التدبير وسرعة البديهية وإدارة شؤون البلاد وينعتونننا بأننا ناقصات عقل ودين عبارة حفرت في أذهانهم ولكن لم يفهموا مغزاها تجبروا وتكبروا وتغطرسوا وقللوا من مقام المرأة وقدرتها على التميز والإبتكار نتفق معكم الرجال قوامون على النساء نعم لكن ليس لإذلالها وإهانتها بل لإكرامها وإعطائها المكانة التي تستحق وليس التي انتم من تضعوها في المكان الذي يرمم النقص الذي بداخلكم بما يناسب معتقداتكم وجهلكم وقلة علمكم فلا تستهينوا بقدرات المرأة فبطرفة عين تستطيع أن تقلب الطاولة فوق رؤوسكم فإن كيدهن عظيم”
نأتي لمحور حديثنا:
عشرة من النساء صنعن التاريخ في اليمن قديما ( شمالاً وجنوباً) فإين مكانة المرأة اليوم؟!!
1) الملكة الأولى: نادين ذي صدقن شمس ويعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة وهو إسم عربي أصيل مشتق من الندى وكانت أميرة ممكلمة ( قتبان) والملكة نادين هي أول من وضع على راسها ريشة وهذه دلاله على العظمة والقوة وهذا المثل الذي يضرب على راسك ريشة وهو إقتباس من الملكة نادين “
2) الملكة الثانية هي: هي الملكة لميس بنت أسعد تبع يريم ذي مراعي وهي من أوئل النساء المتوجات في التاريخ وذكر أسمها في نقش المسند في معبد أوان حيث ذكر النقش مصنعة لميس وقصر محرم أي حصن لميس وهي أم تبع وكانت في أيامها اليمن هي الدولة الأقوى في العالم “
3) أما الملكة الثالثة فهي: بلقيس وهي أحد أشهر الملكات تاريخياّ وهي التي خلدها التاريخ وكرمها القرآن الكريم بذكر قصتها الشهيرةفي سورة النمل مع نبي الله سليمان وهي الملكة الوحيدة التي كانت تحت قيادتها ألف 1000 ملك حميري وكل ملك تحته ألف مقاتل وهذا ماجعهلهم ذو قوة وذو بأس شديد كما وصفهم الله في كتابة الكريم “
4) أما الملكة الرابعة هي: الملكة أروى بنت أحمد الصليحي وهي الملكة الوحيدة التي كان حكمها في حقبة الإسلام وأتخذت جبلة عاصمة لها وحكمت أربعون سنة أي أطول من حكم عفاش “
5) وكذلك الملكة شوف السبئية: التي وجدت آثار حكمها في معبد آوان أيضاً والملكة شوف هي أخت الملكة لميس وتولت الحكم بعدها وهي أيضاً أم الملكة بلقيس “
6) وأيضا الملكة ديمه من بيت رثدة:
أو رثد أيل من جماعة شمر القتبانية وقد عثر على قاعدة تمثالها في دار هدت لدى مدخل العاصمة تمنع وهو من البرونز وأرخ بعهد الملك ( ورأويل) غيلان بن ينهم بن شمر يجل يهرجب ملك قتبان والذي يحمل توقيتة بمنتصف القرن الأول قبل ميلاد المسيح ويبدو أنها كانت من كبريات كاهنات ( عم جو) ووكيلة ( عمد باديمة) ومن المعلونات للتنبؤات المنسوبة إليه في معبد ( حسب زعمهم) والنقوش مليية بأسماء قدمن قرابين جنباً إلى جنب مع الرجل وكانت لهن ممانة وأظوار مختلفة في الحياة الإجتماعية والادبية والسياسية المختفة في ذاك الوقت “
7) والملكة طريفة بنت الخير:
كانت كاهنة يمانية من المشهورات بالفصاحة والبلاغة تزوجت الملك عمرو بن ماء السماء الأزدي الكهلاني. وقد قيل أنها تنبات بإنهيار السد، وذكرت ذلك لزوجها فأستعد هو وقومة للهجرة، وما أن بدأت قوافلهم بالرحيل حتى أنهار السد وقد قيل أنها كانت عرافة زمانها وحكيمة عصرها.
8) والملكة أسيلم ملكة يافع:
وقد وجد في نقش احد المعابد أنها ذات البيتين، أي صاحبة البيتين,أو المنتمين إلى المعبدين: نفعان ويافع، وربما بمعنى المشرفة عليهما ووصيفة الحاكم شارح بن همدان، أهدت المعبود عثتر بعل بنا تمثالين أو صنمين من العشور التي تعشرها من اجله أو باسمة وفاء لمقامة وسعده. ومن أهم الملكات اللواتي لم يرد ذكرهن في النقوش ولكن تناقلت أخبارهن الحكايات الواقعية.
9) والملكة صفنات الابذلية:
اشتركت مع زوجها سعد كرب في تقديم تمثال برونزي للمقة شهرمان أب أو أم عساه أن يرشدها إلى آية تطمئنها على أنهما سوف يكسبان القضية القائمة بين الزوج وبين مولاة ولم تنسى صفنات أن تدعوا معبودها أن يهبها ولداً ويبشرها بنوتة.
10) أب صدوق:
سيدة قديمة قتبانيه جاء ذكرها في نقش فيه :أب صدوق عزيم (أنثى من أسرة) وهب أيل من عشيرة حران وقبيلة ذرآن”
كان للمرأة اليمنية مكانة عظيمة ورفيعة ومتميزة في المجتمع اليمني القديم وحتى يومنا هذا فقد كانت ملكة وأميرة وطبيبة ومحاربة وملتزمة بأمور بيتها فهي نصف المجتمع وقد بينت لنا النقوش المسندية الدور الذي تقلدته المرأة في اليمن القديم “
الخلاصة: أن النساء قديما كانن هن من يحكمن ويديرن دولةباكملها لرجاحة عقولهن وفصاحتهن وكذلك لحسن تدبيرهن الإداري لشؤون الدولة بعكس ومن يحاول اليوم أن يستنقص منهن ومن جذارتهن وقدراتهن وتميزهن وما يقلل من مكانة إمرأة إلا كل من يريد ترميم نواقصة من خلال إهانتها والتقليل من شانها فمن ينقصة شئ بحث عنه فيمن هو أفضل منه فالجهل أحياناً يعمى العيون ومن يتحجج بمقولة ناقصات عقل ودين فهو لم يفهم معناها ولا مغزاها ولم يتفقه بالدين “
فأستنتجت مما سبق بأن أشباه الرجال في وقتنا الحالي والذين هم يتولون زمام الأمور حالياً لم يستطيعوا بأن يديرو دولة أوحتى لم يكلفوا انفسهم بأن يخففوا من معاناة هذا الشعب والحفاظ على المواطن أو حتى يخصصوا ولو جزء من الأزمات الراهنة والتي أكلت الاخضر واليابس ولم يبقى للشعب إلا القشور يتغذى عليها “
اليوم بوقتنا وزمننا هذا يحكمنا ثمانية من الرؤساء في اليمن ولم يستطع هؤلاء أن يغيروا شئ من الواقع الذي نحن نعيشة بل زادوا الطين بلة لا نعلم أهو غباء أم سوء إدارة أم تفشي الفساد قد طغى على ميزان العدل والقانون الذي عهدناه قديما إذاً نستنتج مما سبق بأن النساء أقوى من الرجال في إدارة شؤون الدولة قديما ولو أتيحت لها الفرصة في زمننا هذا فهي أرجل من ألف رجل تستطيع ترويض وتقويم المسئ حتى يكف عن أساءته فسلاماً على الرجولة في زمن إنحطت فيه الأخلاق وتحول أغلب الرجال لنساء والعكس فنحن في زمن الدياثة “
فتميز النساء قديما وتفوقها على الرجل ذلك لأنهن كانن متمكنات في العلم ورجاحة العقل وعالمات بالفصاحة والبلاغة والفراسة ولهذا كانن يتقنن الإدارة لسرعة البديهية لديهن وعلم الفراسة يلعب دور كبير في النظام والقانون والتنبأة بالمستقبل وما هو آت ويحدد مكانة الشخص ومدى عقليتة الإبداعية نحو التطوير ودرئ المفاسد “
أما اليوم فلدينا من البغال ومن الحمير ومن الكلاب أي مجموعة من الحيوانات ما يكفى بأن يمسح وجود الأمة بأكملها لعدم درايتهم بأبسط الأمور السياسية التي إمتاز بها العرب قديما وكانت هي مصدر قوتهم وعزتهم بل كانت هي القوة بحد ذاتها ومقابل كل تلك الإخفاقات خسرنا الكثير من كرامتنا ولازالنا نخسر ونقدم للعدو التنازلات تلوا الأخرى لأننا أصبحنا أمة ضعيفة جداً لا تستطيع حماية قطيع من الغنم إن هجم عليها قطيع الذئاب المفترسة إذ فالقوة تكمن في مدى تمسك الشخص بعزة نفسة وكرامتة وحبه لوطنة وإيمانة وإخلاصة وأمانته”
العبرة من كل هذا بأننا أصبحنا للأسف عبيداً مكبلين بالأغلال بينما كان قديما تاريخنا يزهر بالإنتصارات وبالقوة والبأس فالمكانة التاريخية إن أهتزت أهتزت معها هيبة ومكانتة الدولة وقوتها وعزتهابل ذهبت كرامتها وأصبحنا فريسة سهلة في أيادي الحمقى الذين لا يدركون ويجهلون تاريخنا العميق فأين كنا وكيف أصبحنا وإلى أين نصير فالجهل يولد الغباء وتقديم التنازلات تلوا الاخرى يجعل منا ضعفاء وإلغاء كلمة لا من حياتك يفقدك كرامتك وتصبح عبداً ذليلاً فكن أنت ولا تخضع فبداية الخضوع ذل وإهانة فللعزة قوة لايدركها إلا كل ذي راجح عقل فصيح اللسان بليغ المقام”
أنتهﮱ